ثماني سنوات مضت، هي كل عمر الطفلة (لطيفة لطف محمد عبدالمجيد)، من حزم العدين قرية «الأعجوم»، لم تنسَ خلالها ولو لمرة واحدة - عند الحديث عن حالتها - أن تطبع ابتسامة حزينة لمعاناتها، وتجعل عينيها مثقلة ببوح صارخ برجاء عظيم إلى الله أن ينتهي عذاب السنين في بركة الخيرين في هذا الشهر المبارك، فأمامها العمر يسير إليها أو تسير إليه يومياً ولا تحبذ أن تظل حية في مخاضات الولادة والعذاب اليومي والألم الذي تتعايش معه منذ خلقت دون فتحة لإخراج ما تلفظه الأمعاء.
تحتاج الطفلة (لطيفة) إلى تدخل جراحي لتصحيح التشوه الخلقي، وتعيد فتحة الشرج إلى مكانها الطبيعي بدلاً من اتجاهها إلى الرحم الذي أصبح يمتزج يومياً بعذابات المخاض وآلام الولادة..
أب الطفلة تثقل يده المعُوقة التقارير الطبية والأرقام الحسابية لتكاليف العملية، وأسياخ الحديد التي تسند عليها قدمه، وليس له عمل أو مصدر رزق إلا رحمة الله والتضرع إليه بتسهيل من يتكفل بعلاج ابنته فهو يعيش في وقت يعجز فيه عن دفع قيمة حبة (أسبرين)، بل أنه لايملك حتى ثمن قوت أيامه الحالكة بالسواد والإعاقة وآلام طفلته..
ما أن سمع عن ملحق (ليلة القدر) حتى سارع إلى عرض ابنته وشكواه، لعل هناك من يستجيب وينهي آلام الطفلة (لطيفة لطف).. التي نسأل الله لها اللطف في إخراج ما تأكله، وننتظر الاتقياء ليمدوا أيديهم فيما رزقهم الله وينفقوا منه في علاج هذه الطفلة البريئة التي تتعذب منذ ثماني سنوات لأن والدها معدم إلى ما وراء ذروة الألم.